مسائل الجاهلية
كتاب الشيخ محمد بن عبد الوهاب في مسائل الجاهلية
مسائل الجاهلية: الأمور التي أنكرها الشرع رأس> وأنكرها النبي صلى الله عليه وسلم على أهل عصره من المشركين واليهود ونحوهم، وهي كثيرة.
وقد جمعها الشيخ محمد بن عبد الوهاب اسم> -رحمه الله- يعني: جمع منها ما تيسر له، أوصلها إلى مائة وثلاثين مسألةً من المسائل التي أنكرها الله، وأنكرها النبي صلى الله عليه وسلم على اليهود وعلى العرب من المشركين، وهذه المسائل التي كتبها اختصرها رحمه الله وذلك لأنه قصد بذلك إحصاءها حتى يُعْرَفَ أنها من أمور الجاهلية وتُتَجَنَّبَ، ثم إنه اطَّلَع عليها أحد علماء العراق اسم> واسمه محمود شكري الألوسي اسم> وشرحها، ولكنه رحمه الله لم يشرحها كلها، وإنما شرح بعضا منها نحو مائة، وأيضًا لم يُرَتِّبْهَا على ترتيبها التي كتبها عليه الشيخ محمد بن عبد الوهاب اسم> فلأجل ذلك يُعْتَبَرُ كتابه كأنه كتابٌ مستقلٌّ آخر غير كتاب الشيخ محمد اسم> .
ثم إن هذه المسائل يوجَدُ بيننا منها أشياء كثيرة داخلة في الجاهلية، علينا أن نلاحظها، وأن نُنْكِرَهَا ونتجنبها، ثم كتب أيضًا بعض المتأخرين في ذلك، فكتب محمد قطب اسم> أخو سيد قطب اسم> كتابًا سَمَّاه جاهلية القرن العشرين ويعني بذلك القرن العشرين الميلادي، والذي انتهى قبل سنتين، ولَيْتَهُ تقيد بالتأريخ الهجري! يعني: ذكر أنها جاهلية القرن الرابع عشر الذي انتهى قبل اثنين وعشرين سنة، ويدخل في ذلك ما بعده.
ذكر في هذا الكتاب أمورًا مستنكرة تدخل في أنها من الجاهلية، وإن كان الذين يفعلونها لا يعترفون بأنهم جهلاء، حيث إنهم ليسوا جهلة، بل إنهم معانِدُون مُخَالِفُون للشرع وهم يعرفون، ولكنهم في الحقيقة يُقَلِّدُون في ذلك أهل الكفر، فَيُقَلِّدُون اليهود والنصارى ونحوهم من الكفرة تقليدَ الرجال للرجال، وتقليدَ النساء للنساء حتى أصبح ذلك شرًّا من أفعال أهل الجاهلية؛ وذلك لأن الجاهلية قبل الإسلام يأخذون هذه عن جهل، لم يكن عندهم علم فيخالفونه.
ولكن في زماننا هذا عندهم علم، ويعرفون العلم الشرعي، يقرءون القرآن، ويقرءون الأحاديث النبوية، ولكن ينبذون ذلك:
نبذوا كتابَ الله خلف ظهورهـم | نبْذَ المسافـر فضلـة الآكـــالِ |
فنقول: إن كل هذه العادات السيئة: عادات في اللباس، وعادات في الكلام، وعادات في الْقُرُبات، وعادات للنساء أيضًا عاداتٍ في لِبَاسِهِنَّ، وفي شعورهن، وفي وجوههن، وفي مِشْيَتهن، وفي علومهن وما أشبه ذلك، كل ذلك داخل في الجاهلية أي: أنهم قَلَّدُوا أهل الجهل الذين هم يَدَّعُون أنهم ذوو علم، ولكنهم ليس معهم من العلم ما يحجزهم.
نعود فنتكلم في بعض المسائل، ولا نستطيع أن نأتي عليها كلها، ومَنْ أرادها فإنه يقرأ كتاب الشيخ محمد بن عبد الوهاب اسم> رحمه الله حيث تَوَسَّع في ذلك، ولكنه -كما قلنا- جعلها كفهرس يَذْكُرُ رءوس المسائل فَعَدَّ من مسائل الجاهلية مسألة السحر. تَعَلُّم السحر وتعليمه من أمر الجاهلية رأس> وتَعَلُّم الكهانة من أمر الجاهلية، وهي من الكفر.
والعمل بالتنجيم الذي هو الاستدلال بالأحوال الفلكية على الحوادث الأرضية، وهو من أمر الجاهلية.
وكذلك: التطير الذي هو التشاؤم، التشاؤم بمرئيات أو بمسموعات، والبناء على ذلك، هذا من أمر الجاهلية.
وكذلك: الاستسقاء بالأنواء الذين ينسبون المطر إلى النوء الفلاني يعني: طلوع النجم الفلاني، أو غروب النجم الفلاني، يُسَمُّون ذلك أيضًا.. ينسبون إليه التصرف، وهذا أيضًا من أمر الجاهلية.
ومنها أيضًا شركيات ظاهرة: كالتعاليق، تعاليق التمائم والحروز هذا من أمر الجاهلية، وكذلك الرُّقَى الشركية من أمر الجاهلية رأس> .
وهكذا أيضًا: التبرك بالْبُقَع والتبرك بالأشياء .. والتمسح بها من أمر الجاهلية.
وهكذا التعلق بالمخلوقين، وترك التعلق بالله تعالى.. التوكل على غير الله، كالتوكل على غائب، أو على ميت، أو نحو ذلك، هذا أيضًا من أمر الجاهلية.
وكذلك: أَمْرُ الْغُلُوِّ في الأموات وفي الأشخاص، والغلو في الأنبياء ونحوهم وصرف شيء من حق الله تعالى لهم، وهو من الشرك، وهو من أمر الجاهلية، وكذلك أيضًا التمدح ببعض الأفعال التي لم يفعلها، ونسبتها إلى غير الخالق يُعْتَبَرُ ذلك من أمر الجاهلية.
مسألة>